منتدى كرناز

عزيزي الزائر بياناتك تفيد بأنك غير مسجل لدينا إذا كنت ترغب في التسجيل في المنتدى يرجى الضغط على زر التسجيل أما إذا كنت ترغب في تصفح المنتدى فأهلا بك زائر كريما

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى كرناز

عزيزي الزائر بياناتك تفيد بأنك غير مسجل لدينا إذا كنت ترغب في التسجيل في المنتدى يرجى الضغط على زر التسجيل أما إذا كنت ترغب في تصفح المنتدى فأهلا بك زائر كريما

منتدى كرناز

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى كرناز


2 مشترك

    كُتلُ اللحمِ الباردة ... محاولة روائِيَّة ..( الجزءُ الثاني ) ..

    الدِّمَشقِيّ
    الدِّمَشقِيّ


    عدد المساهمات : 25
    تاريخ التسجيل : 30/07/2010

     كُتلُ اللحمِ الباردة ... محاولة روائِيَّة  ..( الجزءُ الثاني ) .. Empty كُتلُ اللحمِ الباردة ... محاولة روائِيَّة ..( الجزءُ الثاني ) ..

    مُساهمة  الدِّمَشقِيّ الجمعة يوليو 30, 2010 5:39 pm



    لم تكنْ عادتي أنْ أعبأ كثيرا ً بمن لا يرغبُ بي , ربما لأنّي اعتدتُ أنْ أُصد َّ كثيرا ً من المرات ِ من أناس ٍ أحسنت ُ إليهم أو لم أحسن ْ غير َ أنّي لم أسئ .

    إلا أنني حينها كنتُ أشعرُ أني لستُ بمكاني الذي أريد .. السوقُ ساحةٌ للخصام . لكنَّهُ خصامٌ خفيّ . الكلُّ يكيدُ للكلِّ بالخفاء .
    "سعيد " ليسَ تاجرا ً و أبوهُ ليس َ تاجراً أيضا ً .. غيرَ أنَّ مقهاهُ في السوقِ القديم لذا فهو يحسُّ أنّه تاجرٌ أكثرَ مني ,ويحظى بحبِ الكل لأنَّهم يعرفونَ انّه مالكُ مقهى لا غير .
    لا أنكر أني انزعجت من تصرفِ " سعيد " في حينها إلا أنني حاولتُ أن أرمي ما حصلَ وراء َ ظهري ..


    سحبتُ كرسيا ً من القش وجلست ُ عليه ..
    كانَ على الطاولةِ ساعةٌ مربّعة وكأسٌ فارغ ودفترُ الدكان وكثير ٌُ من غبارِ التوابل . فتحتُ الدفتر :

    الخميس : استلمتُ من "الحاج كريم " خمسةَ أكياسٍ من التوابلِ لمْ يُرسلْ لقبضِ ثمنها بعد .

    الاثنين : أحضرَ "عارف " فتى "الحاج أبو محمد " صندوقين من الفواكهِ المُجفَّفة لمْ يُرسلْ لقبضِ ثمنها في حينها .

    البارحة : اتصلَ بي "الحاج منصور " وطلبَ أنْ انتظره ظهرَ اليوم ...

    لأوّلِ مرةٍ يحدثُ معي في السوق مثلُ هذا .. عادةً من يريدُ أن يراني يأتيني دونَ سابقِ إنذار , لم يسبقْ أن تصرفَ أحدٌ هنا بلباقةٍ مُتَصَنّعَة .

    سمعتُ صوتَ رنينِ كوبٍ زجاجي رفعتُ رأسي فإذا "غسان " يحضرُ "صينية " عليها كوبٌ من الشاي .

    " وهذا أحلى كأس شاي للأستاذ ماجد "
    ابتسمتُ في وجههِ "شكرا ً غسان .. الله يسلم يديك "
    قبلَ أنْ أُنهي عبارتي فتحَ غسان عينيهِ وقد أصابهُ داءُ النخوة :
    " أقل من هذا ؟ّّّ!!؟ الله يسامحك يا أستاذ .. الله يقدرنا على خدمتك "

    أدارَ غسانُ ظهرهُ خارجا ً .. كان يلبسُ بنطالا ً سكريَ اللون وقميصا ً أبيض .. ويلفُّ على خصرهِ قماشةً مستطيلةَ تتدلى من الأمام إلى ركبتيه ..
    للحظةٍ أحسستُ بالغرابة ..
    " غسان " .. رأسٌ و ذراعانِ وساقانِ وجذع ..
    تماماً مثل "سعيد " ... "سعيد " أيضا ً ذراعان وساقان وجذعٌ ورأس ..

    إلا أنَّ رأسَ " سعيد " مربوطٌ إلى الغيوم .. ورأس " غسان " اعتادَ الانحناء ..
    توقفت للحظةٍ .. تراني أيُّ الرأسين رأسي ؟؟
    أظنّني رأسا ً بين الرأسين , ورضيتُ بأنْ أكونَ بذلكَ المقام .

    ابتعدَ "غسان " عائداً إلى المقهى ولحقهُ ظلُّه بخفةِ طفلِ السادسةِ الذي لا يفارقُ خطواتِ والده في مكانٍ لا يعرفُ فيه أحدا ً سواه .




    -2-

    كانت الشمسُ لمْ تسلطْ بعدُ جامَ غضبِها علينا وإن كانت قد أرسلتْ من نذرِها الكثير .
    أصواتُ أقدامٍ تجري على الممرِ الحجري ..أصواتٌ لا أنساها ما حييت .
    أطفال ٌ صغار , بعمرِ العاشرة أو أكثر َ قليلا ً .. ذكران أسمران يجريان والساعةُ لم تبلغِ الثامنةَ صباحاً في يومٍ من أيامِ عطلة الصيف ..

    " غسان ... غسان .... " كانوا يصيحون وكان غسان فتى المقهى قد توقف قلبه للحظة فمد رأسه خارج باب المقهى ليتلقف نداءهم .
    " غسان .. لقد هدم بيتكم .. لقد انهار على أهلك وهم نيام "
    لقد كانت كلماتهم واضحة واصواتهم عالية .. واعلم أن غسان قد سمع مقالتهم ووعاها جيدا ً .. لكنه ككل من يصاب بما يكره يأبى ان يسمع أو أن يعي .
    "ماذا ؟" " ماذا حصل ؟؟"
    كان يتمنى لو تتغير كلماتهم . كلن يحلم أن تكون مزحة ويقسم أنه سيغفر تلك المزحة , كان يرغب لو أنهم أخطاووا البيت فقصدوا بيتا ً غيره ..
    نظر اليهم وعيناه الوادعتان لم تفتحا بشدة المستغرب وإنما مالتا على جانبي وجهه بحزن من يعلم أن ما سمعه قد حصل

    " استيقظنا على صوت سقوط بيتكم .. لقد انهار بأكمله على أهلك , اذهب لعل أحدهم مازال على قيد الحياة "

    ركض "غسان " وركضت خلفه . لكنه سبقني بالجري
    كنت أدعو الله بقلبي وأنا اجري ان يكونوا على قيد الحياة .

    التفت ورائي فلم اجد أحدا ً يجري ورائي .
    وصل غسان قبلي بلحظات ...
    كانت الجموع كثيرة حول ركام بيته المنهار , رجال يقلبون اكفهم ويتمتمون بكلمات لم يكن الموقف يسغفني بأن اصغي إليها .

    مشى غسان فوق الركام ليصل غرفة نومهم , أو مكانها الذي يفترض ا ن يكون , وتبعته والكون من حولي صياح غير مفهوم يشبه أصواتنا في فسحة المدرسة عندما كنا أطفالا ً صغاراً في مدرسة الذكور الابتداية .

    دخل "غسان " تحت جدار مائل يوشك بالسقوط ..
    صاحوا من خلفي " انتبه السقف سقط نصفه وسيسقط نصفه الآخر عندما تدخل "
    لم اعرهم انتباهي .. جثا "غسان " على ركبتيه يرفع الطوب الرطب المنهار على اهله النيام ,
    إنها أمه .. ذات الستين عاما ً قد فارقت الحياة وبجانبها اخوه ابن الثالثة عشر قد مات ايضا ً .
    تساقطت الدموع من عينيه في ثانية وهما مفتوحتان من هول الموقف ..

    صاح في لحظة " أختي .. أختي "
    انتفض واقفا ً وركض وتبعته لقد كانت اخته تنام في غرفة قد سد الحطام بابها ولم تنهر بعد ..
    اخذ يسحب الطوب من حولها , كان كثيرا ً جدا ً امامها .
    التفت للحظة .. لقد كانت نافذة الإنارة أعلى من الباب .. هتفت بجنون " النافذة .. النافذة "
    "اكسر النافذة واخرجها "
    حملته على كتفي وكسر زجاج النافذة , صاح " قفي على الخزانة لاخرجك .. بسرعة !!!"

    دخل بعض الأمن قلبي وحمدت الله تعالى أن من اهله من هو على قيد الحياة ..
    وما هي إلا لحظات حتى سحبها من النافذة بثياب نومها , وكانه قد وجد الحياة بعد أن فقدها .
    كانت فتاة في السادسة أو السا بعة عشر من عمرها ..
    أشحت بوجهي حياء ً ان أنظر إليها وهي على تلك الصورة ..
    دخل "غسان " ليسحب الجثتين قبل أن يسقط الجدار الآخر فوقهما ..
    والجميع واقف لايجرؤ احد منهم ان يساعده ..
    حمل جثة أمه وحملت أنا جثة اخيه والناس جموع حول الحطام يحوقلون ويسترجعون ...

    اذكر أنني عدت بعد ساعتين إلى دكاني لأقفله فوجدت السوق على ماهو عليه ..
    الناس يشترون .. والباعة يكذبون كعادتهم .
    استوقفني "عارف " العامل عند "الحاج أبو محمد "
    "أستاذ ماجد .. أستاذ ماجد .. هل نجا أحد من أهله "
    نظرت إليه بأسى شديد " أخته فقط , لقد فقد أمه واخيه معا ً "

    همهم بحرقة " كان الله في عونه . مصيبتين على رأسه ., فقد أهله ومنزله معا ً ,لقد كان بيته متصدعاً بشدة ملحوظة . قال لي مرة بسخرية أنه سيسقط فوقهم يوما ً وهم نائمون "
    تجمدت الكلمات في حلقي وابقيت فمي مفتوحا ً لنصف دقيقة ثم أطبقت شفتي مطلقا ً زفرة ً لاأعلم ما هي إلى الآن .. ومشى عارف من أمامي بعدما اوما بيده بالسلام .. أجبته باهتزازة برأسي ومضيت ...
    avatar
    عشقة الامام


    عدد المساهمات : 2
    تاريخ التسجيل : 02/08/2010

     كُتلُ اللحمِ الباردة ... محاولة روائِيَّة  ..( الجزءُ الثاني ) .. Empty رواية جميلة

    مُساهمة  عشقة الامام الإثنين أغسطس 02, 2010 1:04 pm

    ايها الدمشقي برركت الاقلام المدوية انت اتبعت اسلوبا معروفا بارواية ولكن احسنت استخدام هذا الاسلوب وعالجت موضوعا معروف في المجتمع وقد تطرق اليه الكثير من الكتاب ولكنك شابهت المتميزين وفقت المبتدئين وكانت الرمزية واضحة في الرواية والرواية على العموم ممتازة بارك الله بك سلام
    الدِّمَشقِيّ
    الدِّمَشقِيّ


    عدد المساهمات : 25
    تاريخ التسجيل : 30/07/2010

     كُتلُ اللحمِ الباردة ... محاولة روائِيَّة  ..( الجزءُ الثاني ) .. Empty رد: كُتلُ اللحمِ الباردة ... محاولة روائِيَّة ..( الجزءُ الثاني ) ..

    مُساهمة  الدِّمَشقِيّ الثلاثاء أغسطس 03, 2010 2:36 pm

    عشقة الامام كتب:ايها الدمشقي برركت الاقلام المدوية انت اتبعت اسلوبا معروفا بارواية ولكن احسنت استخدام هذا الاسلوب وعالجت موضوعا معروف في المجتمع وقد تطرق اليه الكثير من الكتاب ولكنك شابهت المتميزين وفقت المبتدئين وكانت الرمزية واضحة في الرواية والرواية على العموم ممتازة بارك الله بك سلام

    أهلاً بك ومرحبا أخي الكريم عشقة الإمام ...
    لم أكن أتوقع أن يطول صبرُ أحدهم لقراءة ما وضعته هنا بهذه السرعة ...
    الرواية لم تنتهِ بعد , أو بالأحرى لم أنهِ نقلها إلى هنا لعلي أفعل قريباً جداً بإذن الله تعالى..
    شكراً لك على رأيك الكريم الذي أعتز به جداً
    حفظكم المولى تعالى ووفقكم وباركَ فيكم أخي الكريم ...

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة أبريل 19, 2024 7:10 am