قصيدة السلام ــ السودان ـــ الخرطوم ـــ 3/7/2005 م
تغنتْ على غصن السلام الحمائمُ و أشرق نور الصبح و الليل راغمُ
أيا موطناً عم السلام ربوعه لقد رقصت في جانبيك العواصم
و عانق ماء النيل زرعك فانتشى فنيلك نشوان و زرعك باسم
لبست ثياب الحرب و الشعر أشيب و غنيت لحن السلم و الشعر فاحم
ألا إنما هذا السلام و عهده دليل على أن ليس للحق هازم
و ليس لباغي الحرب في الحرب حجة فإن كلينا في الأسى نتقاسم
فمن مات يبغي الحرب فالموت حقه و من مات يبغي السلم فالسلم قائم
إذا كان بعد السلم موت و مولد فليس وراء الحرب إلا المآتم
لقد طال في درب الحروب مسيرنا و قد ملت الحرب الصوى و الصوارم
و قد أحنت السارين فيها فأطرقوا كم أطرق السجاد و الليل قاتم
أخي هات كفيك اصطلاحاً و إلفةً فلا أنت مذموم و لا أنت ذائم
فما السلم للأوطان و القلب ناقم بمستحسن كالسلم و القلب نادم
و تلك الليالي قد مضت بسوادها تشابه مظلوم بهن و ظالم
نصيبك في الدنيا و أنت محارب نصيبك في الدنيا و أنت مسالم
ستعلم مِ الأيام ما أنت جاهل و تجهل بالأيام ما أنت عالم
قياما لصناع السلام فإنهم بنوه و إنا للسلام دعائم
فلولاهمو ما غرد الطيرُ منشداَ ولا نظم الدر المنمق ناظم
فما صنع الصناع للناس بائد و ما صنع الصناع لله دائم
هو السلم ساقته إلينا عزائم هي الطبع قادته إلينا المكارم