قُتِلَ المعمر بالرصاص الثائر

قُـــتِـل المعمرُ
شعر الدكتور / خالد عشيش
قُتل المعمر بالرصاص الثائرِ وغداً يوارى في الظلام الغائرِ
حفر الرجال على الصخور عبارة " ألنصر للشعب الأبي الصابرِ"
لا دعمُ أمريكا و لا حلفائها بل ثورةٌ لا تستكين لفاجرِ
كسروا قيود الخوف ، دكوا معقل الطـ ـطغيان ، هزوا عرش حكم جائر
هتفوا بأعلى صوتهم لا للونى لا للخنى ، لا للجبان الغادرِ
و تسلحوا بالصبر و الإيمان و الـ إصرار و الثوب النقي الطاهرِ
من أرض بنغازي تحرك جمعهم مترنماً بنشيده المتواترِ
أنشودةٌ للسيف للأرماح للـ أقواس للخيل الأصيل الضامرِ
دخلوا طرابلساً و أجلوا غاشماً ملأ السجون بكل أخضر ناضرِ
وهناك في سرتٍ وفي زنقاتها نزلوا كماء المزنة المتقاطرِ
نزلوا جحيماً فوق رأس معمرٍ أصلوه ناراً قبل نار الآخرِ
كم قالها "الجرذان" ، بل أُسُدُ الشرى شقوا له وجه الأديم الغابرِ
يا أيها الليبي عيدك عيدنا فافرح وغن نشيده كالطائرِ
ردد ـ وحقك أن تردد ما تشا ـ لحنَ البطولة في النديّ السامرِ
وانظم قوافي الشعر إنك شاعر ورث القوافي كابراً عن كابرِ
لو كان في الشعراء أحمد ناطقاً لسمعتمُ أحلى قصيدة شاعرِ
أو كان للمختار صوت ناطق حياكمُ بتحية المتفاخرِ
أو كان للشهداء طرف ناظر لرأيتمُ معنى سرور الناظرِ
أو كان للثورات كف لانتهت نحو الشآم و قردها المتجاسرِ
قرد يضاحك مجلساً متضاحكاً أصلاً ، فتباً للضحوك الباسرِ
أصلى ربى درعا و حمص بناره وسماء إدلب بالرصاص الماطرِ
ورمى حماة كما رماها قبله باغٍ ، فسحقاً للظلوم القادرِ
يا حاضراً في كل ساحة ثائرٍ، في ساحة الجولان لستَ بحاضرِ
يا بائع الجولان ها قد بعتنا أيضاً ، فصبراً للرهان الخاسرِ