قصيدة : أناْ مَنْ أضاعَ الـخُــلْــدَ
شعر الدكتور : خالد حسين عشيش
توكرة – بنغازي – ليبيا – الجمعة 18 / 1 / 2013 م
أناْ مَنْ أضاعَ الخُلْدَ يومَ وداعِها
فيا ليتني ما عشتُ حتى أودعا
جلبتُ لنفسي ما أخافُ مِنَ الضنى
كتبتُ عليها حُرقةً و تَوَجُّعا
ولستُ أرى في الحبِّ إلاكِ مُـــنيةً
ولست أرى في الأرضِ إلاكِ موضعا
لقد كنتُ في خَفْضٍ مِنَ العيشِ ناعمٍ
وكانتْ عيوني للمحاسنِ مَرْتعا
نسجتُ خيوطَ الشمسِ حتى نقضتُها
وأبليتُ حبلَ الوصلِ حتى تَقطعا
وفتشتُ عن بدر الكمالِ فحُزْته
وَجَدْتُ له في أرضِ صنعاءَ مطلعا
ركبتُ إلى اللذاتِ كلَّ مُـــطَــــهَّــــمٍ
تمتعتُ حتى ما تركتُ تَمتُّعا
وكان فؤادي فوقَ صنعاءَ طائرًا
تَغنى بألحانِ الوصالِ ورجَّــــعا
ولمْ تكنِ الدنيا لِتكفيه ، فارتقى
إلى حيثُ لا يَسطِيعُ أرقى و أرفعا
وعادَ إلى الدنيا بألحانِ عاشقٍ
وغنَّى فأشجى ، ثم قال فأسمعا
ألا حَبذا صنعاءُ والشملُ جامعٌ
ويا حبذا خلٌّ إلى وصلِنا سعى
ويا حبذا ريمٌ حفظتُ ودادَه
ولست أرى ليْ غيرَ عينيه مَنْزَعا
وما أعشقُ الغِـــزلانَ تبدو سوافرًا
ولكنني أهوى الغزالَ المقنعا
فسبحانَ مَنْ أعطى لكلٍّ نصيبَه
وسبحانَ مَنْ صاغَ الجمالَ و أبدعا
وسبحانه ، في كلّ حينٍ أرومُه
لِأطلبَ حِصنًا مِن رِضاهُ مُمَنَّعا
وقفتُ على بابِ الجنانِ مُسَلمًا
أُحَــــدّثُ نفسي أنْ أعودَ و أرجِعا
فيا أهلَ صنعاءَ الحبيبةِ هل أرى
لِـــرَدّ وصالٍ منكمُ اليوم مَطمعا
رفعتُ إلى ربِّ السماءِ شِـــــــكايتي
وأثقلتُ كفي بالدعاء تضرُّعا
إلهي فـَجَمّعْ شملَـنا بعدَ فُرقةٍ
وكان زمانٌ قبلَ ذلك جمَّعا
ويا غربة الأجساد لستِ بِغُربةٍ
فإنَّ سماءَ الروحِ تَجْمَعُنا معا
شعر الدكتور : خالد حسين عشيش
توكرة – بنغازي – ليبيا – الجمعة 18 / 1 / 2013 م
أناْ مَنْ أضاعَ الخُلْدَ يومَ وداعِها
فيا ليتني ما عشتُ حتى أودعا
جلبتُ لنفسي ما أخافُ مِنَ الضنى
كتبتُ عليها حُرقةً و تَوَجُّعا
ولستُ أرى في الحبِّ إلاكِ مُـــنيةً
ولست أرى في الأرضِ إلاكِ موضعا
لقد كنتُ في خَفْضٍ مِنَ العيشِ ناعمٍ
وكانتْ عيوني للمحاسنِ مَرْتعا
نسجتُ خيوطَ الشمسِ حتى نقضتُها
وأبليتُ حبلَ الوصلِ حتى تَقطعا
وفتشتُ عن بدر الكمالِ فحُزْته
وَجَدْتُ له في أرضِ صنعاءَ مطلعا
ركبتُ إلى اللذاتِ كلَّ مُـــطَــــهَّــــمٍ
تمتعتُ حتى ما تركتُ تَمتُّعا
وكان فؤادي فوقَ صنعاءَ طائرًا
تَغنى بألحانِ الوصالِ ورجَّــــعا
ولمْ تكنِ الدنيا لِتكفيه ، فارتقى
إلى حيثُ لا يَسطِيعُ أرقى و أرفعا
وعادَ إلى الدنيا بألحانِ عاشقٍ
وغنَّى فأشجى ، ثم قال فأسمعا
ألا حَبذا صنعاءُ والشملُ جامعٌ
ويا حبذا خلٌّ إلى وصلِنا سعى
ويا حبذا ريمٌ حفظتُ ودادَه
ولست أرى ليْ غيرَ عينيه مَنْزَعا
وما أعشقُ الغِـــزلانَ تبدو سوافرًا
ولكنني أهوى الغزالَ المقنعا
فسبحانَ مَنْ أعطى لكلٍّ نصيبَه
وسبحانَ مَنْ صاغَ الجمالَ و أبدعا
وسبحانه ، في كلّ حينٍ أرومُه
لِأطلبَ حِصنًا مِن رِضاهُ مُمَنَّعا
وقفتُ على بابِ الجنانِ مُسَلمًا
أُحَــــدّثُ نفسي أنْ أعودَ و أرجِعا
فيا أهلَ صنعاءَ الحبيبةِ هل أرى
لِـــرَدّ وصالٍ منكمُ اليوم مَطمعا
رفعتُ إلى ربِّ السماءِ شِـــــــكايتي
وأثقلتُ كفي بالدعاء تضرُّعا
إلهي فـَجَمّعْ شملَـنا بعدَ فُرقةٍ
وكان زمانٌ قبلَ ذلك جمَّعا
ويا غربة الأجساد لستِ بِغُربةٍ
فإنَّ سماءَ الروحِ تَجْمَعُنا معا